Thursday, March 7, 2013

       بسم الله الرحمن الرحيم
   
جامعـــــــــــة شنــــــــــــــــــدي
   
كلـــــــــــــــــــــــــــــــية الآداب
   
قســــــــم الآثــــار والمتاحــــــــــــف
تقرير موجز: عن التنقيب الآثاري في موقع قلعة شنان- موسم (2013 B)

 
اعداد الأستاذ/ أحمد حامد نصر حمد
 
 
 
 
 
مقدمة:
تطور علم الآثار بوتيرة بطيئة وظهر للوجود بعد عملية مخاط متعسرة أخذت زمناً طويلاً ، وكان عمليات نشر التقارير العلمية – الآراء والمقترحات هي ما ساعدت على ظهور كينوته ، بل من المتعارف عليه أن تبلور وتطور علم الآثار في حد ذاته كان السبب فيه هو كتابة التقارير العلمية ونشرها. فمن هذا المنطلق رأينا كتابة تقرير علمي موجز عن حفريات جامعة شندي في موقع قلعة شنان لتدريب الطلاب (موسم 2013 B) بهدف نشر المعرفة وصياغة نتائج الموسم بصورة علمية تتيح لنا المجال لمقارنتها مع نتائج المواسم السابقة للخروج بفهم أعمق وأشمل عن طبيعة موقع قلعة شنان وآثاره ولتوضيح الرؤية العلمية في هذا المشروع حتى نتعرف على جوانب النجاح للاستفادة منها في المواسم اللاحقة وجوانب الاخفاق لتجنبها.
وعليه درج قسم الآثار والمتاحف على الاعداد لهذا الموسم من ترتيبات في الزمن ومعدات الحفر الآثاري حيث بدأ الموسم في يوم السبت 23/2/2013م واستمر حتى يوم الخميس 28/2/2013م وتم تقسيم هذه المدة الزمنية على مراحل تدريب الطلاب على منهجية التنقيب الآثاري بكل مراحله من تخطيط وحفر وتوثيق وتصنيف وتحليل، حيث كانت الخطة التي تم اعدادها هي الحفر في الفترة الصباحية والتصنيف في الفترة المسائية حتى يتلقى الطالب كل الجرعات المطلوبة في الحقل الآثاري.
كان الهدف الأساسي من الموسم هو تدريب الطلاب مع اختبار بعض القضايا التي ما زالت عالقة عن آثار المواقع والتي اعتدت لها فرضيات علمية وتساؤلات قبل الحفر الآثاري.
فريق البعثة: بما أن الموقع هو المشروع التدريبي لطلاب جامعة شندي ، فعليه كانت الدكتورة ندى بابكر محمد هي المدير العام للمشروع والأستاذ أحمد حامد المدير الحقلي والاستاذ عثمان سليمان مدير حقلي وممثل الهيئة مكتب آثار شندي الأستاذة أم الحسين على الحاج أيضاً مع عدد من الأساتذة المتعاونون في الحقل الآثاري بالمشروع ومنهم الأستاذ عمر حسين الزين والأستاذ صديق بابكر والأستاذ مهاجر الخواض وهم خريجي الدفعات السابقة --- مثل طلاب الدفعة 15 (طلاب الفصل الدراسي الثامن) فريق الحفر الآثاري ومن بينهم كانوا مدراء مربعات الحفر والغربال والتصنيف.
لا يفوتنا أن نشكر جامعة شندي ممثلة في الإدارة على تموينها للمشروع والشكر للسيد رئيس قسم الآثار والمتاحف على متابعة الحفرية والإعداد لها كما يمتد الشكر للهيئة العامة للآثار والمتاحف التي هيئت منطقة الامتياز للتنقيب وخالص الشكر للأعزاء الذين تعاونوا في فترة التنقيب وحملوا الكثير من الأعباء الادارية والاكاديمية – أخيراً الشكر لطلاب الدفعة (15) تلك الأعمدة التي صمدت ليقوم عليها هذا المشروع في فترة التنقيب وتعاونهم مع بعضهم ومع الأساتذة.
منهجية التنقيب في موسم (2013 B):
بما أن الحقل تدريبي فعليه كانت المنهجية جلها لتدريب وتأهيل الطلاب وهي دراسة خطوات التنقيب الآثاري نظرياً ومن ثم تطبيقها خطوة – خطوة مع الوقوف على الظواهر الأثرية ومحاولة التدريب على توثيقها بالصور ورسمها بأبعادها الرئيسية والتمرن على استخدام الأجهزة المساعدة في التنقيب الآثاري ، وقسمت هذه المسئولية على الطلاب مع الاشراف عليهم مباشرة في الحقل – حيث تم تقسيم الطلاب وفق مربعات الحفر الآثاري والتي كانت (6) مربعات حفر آثاري بناءً على الفرضيات والأهداف من الموسم التي وضعت مسبقاً.
يقوم طلاب كل مجموعة بإدارة نظم الحفر داخل مربعهم مع تقسيمهم على مهام وفق ما هو متعارف عليه آثارياً بأعضاء فريق التنقيب الآثاري وهذه المسألة دورية كل يوم حتى يمر الطالب بكل مهام أعضاء البعثة – توكل مهام العضو الرئيسية على الطالب  ويقوم بكل ما يلزم مهمته ويكون مسئول عنها ، من غربلة نفايات الحفر وفرز البقايا الأثرية في أكياس ووضع ورقة تعريفية في كل كيس تحدد التاريخ والموسم والموقع والمربع والطبقة ومدير المربع ، حيث يقوم مدير المربع بتوجيه بقية الطلاب مع الرجوع للمدير الحقلي ، وهو من يحدد منهجية الحفر داخل المربع وفق ما هو ظاهر من طبقات أفقية متباينة حتى وتسجيل ملاحظاته وملاحظات زملائه لمناقشتها يومياً في يوميات الحفار وعادة ما يتم توثيق الظواهر الأثرية في المربع بعد كل طبقة وهي مسؤولية مشتركة بين أعضاء مربع الحفر الآثاري (شكل رقم 1) وبعد انتهاء اليوم تجمع المادة الأثرية لكل مربع على حدى ليتم غسلها وتنظيفها ومن ثم تصنيفها في مساء اليوم نفسه – وذلك بفرز العظام على جانب ومحاولة تصويرها ومعرفة أنواع الحيوانات إن أمكن مع  تحديد المحروقة والمتحجرة ووضع كل على حدى لحين دراستها بشكل تفصيلي.
شكل رقم (1) يوضح طريقة توثيق الطلاب للظواهر الأثرية في مربع الحفر الآثاري يومياً
من أهم وأكثر المواد التي يتم تصنيفها هو الفخار وبعض غسله يقوم الطلاب بتصنيفه وفق الشكل والصناعة واللون والزخرفة والصقل والحريق والسطح بالنسبة المئوية وكتابة تقرير يومي عن ذلك مع التصوير والرسم وكذلك الأدوات الحجرية يتم تصنيفها وفق الصناعة والمادة الخام التي صنعت منها الأداة وتحديد السمات التقنية والنوعية ووظيفة الأداة مع وصف عام لعلامات الطرق والكشط والحدادة والشحذ. هناك بعض البقايا الأثرية الصغيرة التي تظهر أثناء التصنيف وتوضع في أكياس خاصة لرسمها وتصويرها. ومن ثم اختيار عينات من تلك المواد لدراستها بشكل تفصيلي لصياغة الخلفية التاريخية – الاجتماعية – الاقتصادية – الثقافية العامة عن موقع قلعة شنان.
جغرافية موقـــــــــــــــــع قلعــــــــة شنان:
موقع قلعة شنان     ً098   َ25  ْ033 E  ً139  َ41  ْ15 N
• تم تحديد السمات الجغرافية والطبوغرافية للموقع خلال المواسم السابقة فقط في هذا الموسم كان العمل على الاستفادة من تلك النتائج في توجيه الحفر والتحليل والتفسير.
يقع موقع قلعة شنان شمال الخرطوم بحوالي (176) كلم  وجنوب غرب مدينة شندي بحوالي (1,5) كلم، ويبعد ما بين 500 – 800 متر شرق النيل. جنوب غرب موقعي الكدادة والغابة بحوالي (8) كلم وشمال غرب موقع شق الدود بحوالي (37) كلم. (According to G P S Reading ) (خريطة رقم 1).
 ويمثل موقع قلعة شنان موقعاً وسطاً بالنسبة لمنطقة تكثر فيها مواقع العصر الحجري الحديث، إذ أن هذا الموقع الجغرافي يجعل منه منطقة تقع بالقرب من نشاطات البعثة الفرنسية التي عملت في سبعينات القرن المنصرم في منطقة التراجمة بحوالي 8 كلم شمال شندي والتي أسفرت حفرياتها عن جبانة للعصر الحجري الحديث تعتبر من أميز الدلائل الأثرية على طبيعة الدفن والمحتوى الجنائزي لإنسان العصر الحجري الحديث في اقليم النيل الأوسط، إذ حوت تنوعاً في المدافن من ناحية وضعية دفن الراشدين على الشكل القرفصائي ودفن الأطفال داخل جرار فخارية. (Geus. 1984:32) وامتدت أعمال البعثة الفرنسية  لتكشف عن موقع الغابة وسدير والشقالوة وقندتو في ما يمكن أن نسميه منطقة شندي. (خريطة رقم 1) ويعتبر موقع قلعة شنان يتوسط تلك المواقع، إضافة إلي ذلك فقد كشفت أعمال البعثة الامريكية وجامعة الخرطوم عن مستوطنات للعصر الحجري الحديث في البطانة الغربية حول موقع شق الدود الذي يقع إلي الجنوب الشرقي من موقع قلعة شنان بحوالي (37) كلم. (Marks and Mohammed-Ali.1985:45).
 وفي غضون تلك النشاطات أسفرت أعمال الباحث خضر عبد الكريم في الكشف عن مستوطنة لهذا العصر غرب النيل في موقع قوز برة. (Ahmed.1984:127)، علاوة على ذلك أثمرت حفريات جامعة الخرطوم في العثور على مستوطنة للعصر الحجري الحديث في موقع الصور بالقرب من مروي القديمة. (Sadig.2008:9) حيث ماثلت مقتنياتها الأثرية موقع الكدادة من خلال دفن الأطفال داخل الجرار بجانب بقايا الاستيطان البشري في موقع واحد، وقد اذدادت المسوحات الأثرية حول منطقة شندي في الأونة الأخيرة حيث تم الكشف عن مستوطنات لهذا العصر بعيداً عن النيل بحوالي 50 كلم إلي الشرق من شندي حول منطقة الباطن في موقع بئر بكوري، جق اللبيت وقليع زمزم. (نصر.105:2011).
إن الناظر إلي ذلك الحراك الآثاري في منطقة شندي أو جزيرة مروي بوجه أشمل، يلاحظ أنها من أكثر بقاع السودان تمدداً لبقايا العصر الحجري الحديث بخلاف منطقة الخرطوم، وهذا ما يطرح تساؤلاً حول دوافع هذا الانتشار الجغرافي لمستوطنات  العصر الحجري الحديث، وعلاقتها ببعضها البعض وسبل ذلك الانتشار الثقافي.
خارطة رقم (1) موقع قلعة شنان
طبوغرافية موقع قلعة شنان:-
*أيضاً تم تحديد ودراسة طبوغرافية موقع قلعة شنان في المواسم السابقة ، وما جاء في هذا الموسم هو التركيز على إعادة دراستها مع الاستعانة بملاحظات الطلاب وما يخطر على البال أثناء تدريب الطلاب من توزيعات حيزية لطبوغرافية الموقع.
 الموقع عبارة عن مرتفع يتكون من ثلاث تلال (Mound A, Mound B and Mound C) يمتد الكومين (A, B) في مساحة (800 – 600) متر في الطول من الشمال إلي الجنوب ومساحة (300 – 400) متر في العرض من الشرق إلي الغرب ويفصلهم خور أم جقيمة الذي يأتي من الشرق إلي الغرب، ويرتفع الكوم (A) حوالي (378) متر عن مستوى سطح البحر وحوالي (5) متر عن محيطة ويغطي سطحه انتشار طفيف للبقايا الأثرية من شقف الفخار ولكن النشاطات البشرية الحالية أزالت الكثير منها خصوصاً وأن الكوم تنصفه عدد من الشوارع من سوق شندي إلي ضواحيها القديمة إضافة إلي ما أزالته عوامل التعرية الطبيعية من جوانب الكوم حتى أصبح مظهره العام في صورة اثنين من التلال يفصلهم عن بعضهم خور أم جقيمة. يضم الكوم الأول منزل شنان والثاني إلي الجنوب منه،  أما الكوم (B) يضم مساحة حوالي (500) متر في الطول وحوالي (250) متر في العرض ويرتفع حوالي (376) متر عن مستوى سطح البحر وحوالي (3) متر عن محيطه. (Nassr.2012:10).
 يغطي سطح الكوم (B) انتشار كثيف جداً لشقف الفخار والأدوات الحجرية والعظام ورماد الحريق إضافة إلي بقايا حوائط من الطين وقد تأثر تأثيراً مباشراً بنشاطات السكان من حفر سطحه لجلب الخرسانة خصوصاً ما يتحدث عنه السكان من عمليات حفر تمت له في بداية التسعينات بآليات حفر كبيرة خلطت الكثير من الطبقات وأظهرت كميات من الهياكل العظميه، وهذا ما جعل وضعه الحالي يكون مدمر خالص ويبدو في شكل تموجات سطحية أشبه بخيران مجروفه عن طريق الحفر، وما زالت بعض أطراف الكوم محافظه، إضافة إلي ذلك فقد توغلت عليه بعض المساكن في الجزء الجنوبي وغطت الكثير من امتدادات هذا الكوم جنوباً. (خارطة رقم 2). وتحصر الكومين (A,B) الأراضي الزراعية مع المباني السكنية في مساحة بعرض (350) متر من الشرق إلي الغرب. (Nassr.2012:9).
 أما الكوم (C) فهو عبارة عن تل طفيف الارتفاع يمتد في مساحة (300x600) متر في وسط مباني مربع (8) بمدينة شندي ويقع إلي الجنوب الشرقي من الكومين (A,B) ويرتفع (371) متر عن مستوى سطح البحر وحوالي نصف المتر عن محيطه ويظهر سطحه في شكل مرتفع قليل غطت بعض المباني الجزء الجنوبي منه وقد ركزت عليه حفرياتنا في أغلب المواسم بغرض الكشف عن ما يحتويه من دلائل أثرية قبل أن تقضي عليه المنشآت السكنية الزاحفه نحوه. (شكل رقم 1).
من خلال الدراسات السابقة والروايات الشفهية يتضح أن الموقع سمي موقع قلعة شنان بهذا الاسم نسبة إلي رجل يدعى شنان، سكن هذه المساحة في نهايات القرن التاسع عشر الميلادي ويطلق على الموقع بعض الأسماء من الأهالي منها (ديم القلعة). (الصادق.12:2003). وهناك الكثير من الروايات الشفهية حول تاريخ الموقع خلال الفترة الإسلامية من أنه المنطقة التي تم فيها حرق إسماعيل باشا وكان مركز لحاضرة قبيلة الجعليين وأنه شندي القديمة وشندي فوق أي المنطقة التي كانت تسكنها قبيلة الجعليين ودفنوا ملوك الجعليين بالقرب منها في قبة ود فراج إضافة إلي أنه استخدم جبانة لبعض الجعليين ومستوطنة للأتراك والمصريين الذين دخلوا شندي مع الفتح التركي المصري والذين دفنوا ضباط من الجيش المصري في مدافن قبة ود عمران (جبانة شندي) ، كيفما أن حالة البقايا الأثرية في الموقع تشير إلي ذلك الاستمرار الثقافي بالموقع منذ الفترات المتأخرة من ما قبل التاريخ وفي العصور الوسطى. (أرجع نصر.2011 مجلة جامعة شندي).
خارطة رقم (2) مكونات موقع قلعة شنان
شكل رقم (1) طبوغرافية موقع قلعة شنان
 
تاريخ العمل الآثاري في الموقع والنتائج السابقة:-


*قد كتبنا في هذا الموضوع في عدد من المنشورات ولكن دراسته هنا من أجل الوقوف على آخر الدراسات بالموقع وعلاقة ما توصلت إليه من نتائج بالنتائج الأولى بغرض صياغة فهم أشمل عن الموقع وترتيب الأفكار والرؤى للمواسم التالية في المستقبل.
على الرغم من خصوصية الموقع الجغرافي لقعلة شنان، في منطقة نشطت عليها الأعمال الآثارية، لم تقم فيه أعمال مسوحات أو حفريات رسمية ولم يأتي ذكره بصورة واضحة، فقط كانت اشارات لوجود انتشار لبقايا آثار العصر الحجري الحديث في منطقة شندي، والتي ذكرتها أعمال آركل 1940م وقام فرانسيس جيوس بحفر مربع 3 x 3 متر فيه وكشف عن آثار لنهايات العصر الحجري الحديث بالموقع وسماه حينها موقع شندي وذكرة في كتاباته بذلك الاسم كما أشارت للموقع كتابات كل من ادوارد وفيركوتيه وميشيل بود (Vercoutter 1962 - Geus.1984 – Edwards.1989 and  Boud.2008) .
وقد اكتشف الموقع رسمياً من خلال مسوحات الهيئة العامة للآثار والمتاحف مع جامعة شندي في العام 1999م وتم اختباره في العام 2000م. (Alsadig.2004:13).
وجرت الحفريات بصورة مستمرة من الأعوام (2000 – 2009م) على يد الأستاذ الراحل صلاح عمر الصادق، بغرض تدريب طلاب السنة الرابعة من قسم الآثار والمتاحف على عمليات التنقيب الآثاري ولقد اتيحت لي الفرصة بالمشاركة في بعض المواسم (2006م) و(2009م)، وقد أسفرت أعمال التنقيب في الموقع عن كم ثقافي كبير لفترة العصر الحجري الحديث.
 وقد درجت الأعمال الآثارية على تقسيم الموقع إلي وحدات أثرية وفق الطبوغرافية وذلك لكبر حجم الموقع وتنوع ملتقاطته السطحية، جرت الحفريات الأولى على اختبار الكوم (ب) وقد كشفت عن طبقات استيطانية لفترة العصر الحجري الحديث مع العثور على دفنات لهذه الفترة، تميزت وضعية الدفن بالشكل القرفصائي مع الأثاث الجنائزي الذي تكون من الأدوات الحجرية وشقف الفخار، حيث وجد المتوفى وعلى زراعه سوار من صخر القاشاني أخضر اللون وقد ماثلت وضعية الدفن تلك الدفنات التي وجدت في موقع الكدرو. (Krzyzaniak.1992:268).
وقد تركزت الحفريات من موسم 2001م حتى موسم 2009م في الكوم (ج) وقد حفرت حوالي (22) مربع في الجزء الشمالي الغربي من الكوم (ج) والتي غطت مساحة تقدر (10X30) متر في الجزء الغربي من الموقع ، وتمثلت البقايا المادية في مستويات متباينة من تراكم مخلفات الاستيطان البشري المماثل لمخلفات العصر الحجري الحديث، حيث أبدت بعض اللقى الأثرية تشابهاً مع تلك الثقافة المادية للعصر الحجري الحديث في اقليم الخرطوم. (Mohammed-Ali.1982:83) وأكثر تطابقاً بمخلفات الفترة المبكرة من العصر الحجري الحديث وفق تقسيمات كريزي زانياك للعصر الحجري الحديث من خلال حفرياته في موقع الكدرو. (Krzyzaniak.1992:162).
واستمرت الحفريات في المواسم (2010 – 2011 A - 2011 B –  2013 A - 2012 B - 2012 A) في نفس الكوم (ج) والكوم (ب) على يد أحمد حامد نصر، على نهج اختبار الموقع بحفر مربعات في أواسط وأطراف الكوم (ج) في موسم (2010م) اختبرت (5) مربعات في وسط الموقع وشرقه من نقطة (Datum Point). وقد كشفت عن سلسلة من البقايا الأثرية لفترة العصر الحجري الحديث، ظهرت في شكل ست مستويات استيطانية متراكمة وفق قانون التراكم الطبقي، إذ وجدت الطبقات العليا أكثر تشابهاً بمخلفات الفترة المتأخرة من العصر الحجري الحديث تلك الفترة التي ظهرت أدلتها في موقعي الكدادة والصور. (Sadig.2010:126).
 وقاد إسلوب المقارنة إلي أن محتويات الطبقات الوسطى شبيه بثقافة الكدادة من ناحية زخارف الفخار وشكله والأدوات الحجرية المصقولة، وكانت الطبقات السفلى أكثر تماثلاً بثقافة الشهيناب التي تعود لبدايات العصر الحجري الحديث من خلال انتشار لشقف فخارية عليها زخرفة الخطوط المموجة، وووجود شظايا حجرية وأدوات دقيقة (Microlithic)، لا سيما وأن مربع (J 9) كشف عن وجود دفنه على عمق (130 سم) شبيه بدفنات موقع الدامر والخرطوم القديمة من خلال وضعية المتوفي ونوعية الأثاث الجنائزي من حوله المتكون من شقف آنية فخارية عليها زخرفة الخطوط المموجة وأداة حجرية مثقوبة (stone ring)، على الرغم من أن هذه الآداة مصقولة.(لوحة رقم (1)).
وفي موسم (2011 A) تم تنقيب (4) مربعات في الجزء الشرقي من الكوم (ج) كانت موازية لمربعات الموسم السابق في شكل متفاوت وكشفت عن بقايا أثرية أكدت الدلائل السابقة على وجود مستوطنة ذات نشاطات متنوعة، إضافة إلي أن الطبقات العليا أسفرت عن وجود أعمدة خشبية في حفر كدليل على وجود أكواخ ومؤشر على وجود معسكرات استيطانية في الموقع خلال الفترة الاسلامية المبكرة أو رواكيب مدعمة بحوائط من الطين وذلك لوجود ساسات من حولها.
واستمر ظهور الشقف الفخارية مع انتشار كثيف لبقايا الصناعات الحجرية وتندر الصناعات العظمية وسجلت طبقات الحريق والرديم تراكماً كثيفاً حول الطبقات الوسطى وكانت الطبقات السفلى أشبه بطبقات الموسم السابق وغلبت عليها الأدوات الحجرية الدقيقة كمؤشر على عمق زمني طويل للمستوطنة. (Nassr.2012:11).
وجاءت نتائج موسم (2011 B) أكثر تبايناً إذ تم اختيار (3) مربعات (2) في الجزء الشرقي من الموقع وعلى جانب من مربعات الموسم السابق ومربع يتوسط مربعات المواسم السابقة في مساحة تربط ما بين مربعات الموسمين السابقين وكشفت تلك المربعات عن وجود طبقات استيطانية غلبت عليها طبقات الفترة المبكرة من الحضارة الإسلامية.
أما موسم (2012 A) فقد كانت حفريات اختبارية منها مربع اختباري في الكوم (A) أسفر عن العثور على دفنه على وضعية شبيه بدفنات الفترة الاسلامية المبكرة ومربع (J 38) من نقطة (Datum Point) في الكوم (B) والذي كشف عن دفنه أخرى شبيه بدفنات الموسم الأول والتي يمكننا مقارنتها بدفنات العصر الحجري الحديث في موقع الكدادة.(نصر.95:2011).
تجدر الإشارة إلي ظهور بعض شقف الفخار الشبيه بالفخار المروي مع أنها قليلة ونادره وتمركزت حول مربع واحد وفي طبقة واحدة ووجدت في شكل آنية ذات زخارف هندسية ولون أحمر وعليها علامات صقل واضحة، أما الطبقات الوسطى والسفلى فقد سجلت تجانس واضح في شقف الفخار الشبية بفخار الشهيناب وإلي حد ما فخار موقع الكدادة خصوصاً وجود شقف فخارية عليها زخارف هندسية منتظمة ومتموجة الجوانب على شكل الكأس مع أن الأدوات الحجرية وجدت بصورة متناسقة مع أدوات المواسم السابقة وندرت الأدوات العظمية – والجدير بالذكر أن هذا الموسم أسفر عن وجود دفنة للعصر الحجري الحديث في عمق (95 سم) شبيه بالدفنه السابقة غير أن الأثاث الجنائزي ظهر في صورة شقف فخارية مزخرفة بخطوط ومنتشرة حول المتوفى الذي وجد على وضعية الدفن القرفصائي. في موسم (2012 B) تم حفر مربعين في الكوم (ج) مربع (M10) ومربع (N13) وأسفرت عن مقنيات أثرية للفترة المبكرة من العصر الحجري الحديث. وتم حفر ثلاث مربعات في الكوم (ب) منها مربع (U 21) وقد كشف عن مقبرة مزدوجة بها متوفى معه أثاث جنائزي والآخر بدون أثاث جنائزي ووجدت في الطبقات العليا كميات من فخار الفترة المتأخرة من العصر الحجري الحديث الشبيه بفخار موقع الكدادة – ومربع (EE 24) وجدت به دفنات لأطفال داخل جرار واحدة بدون أثاث جنائزي والأخرى بها أثاث جنائزي من الخرز ووجدت الآنية الفخارية داخل آنية أخري وعظام الطفل هشة وبهذا يعتبر الموقع واحد من ثلاث مواقع ظهرت بها هذه الحالة لفترة العصر الحجري الحديث في السودان ومربع (EE 22) وجدت به أيضاً دفنات لأطفال داخل جرار أعماره دون السادسة ودفنات أخرى لأطفال أعماره أكبر من الخامسة ودون العاشرة ووجد الأول معه أثاث جنائزي غني من الفخار والآخر من اللوحات الحجرية.(لوحة رقم 1).
لوحة رقم (2) نموذج لتباين مقابر العصر الحجري الحديث في موقع قلعة شنان

وفي موسم (2013 A) تم حفر ثلاث مربعات لاختبار الكوم (ب) الأول مربع (A 41) ويقع في الجهة الغربية من الموقع وكشف عن أمتداد موسع لآثار الفترة الاسلامية المبكرة في الطبقات العليا وآثار نهايات العصر الحجري الحديث – وحفر مربع لتحديد امتداد الموقع من الجهة الشمالية الشرقية مربع (ZZZZZW2) ولم توجد به طبقات أثرية واضحة سوى القليل من شقف الفخار المتناثرة وهو ما سهل التعرف على حدود الموقع في الجهة الشرقية والشمالية – وتم حفر مربع في الوسط مربع (DD 23) وكشف عن مقبرة لطفل داخل آنية فخارية ومعه أثاث جنائزي كبير من أواني فخارية وصدف وخرز.(لوحة رقم 2).

بهذا يمكننا أن نتحدث محتويات مقابر موقع قلعة شنان التي تعود لنهايات العصر الحجري الحديث وهي تماثل مقابر موقع الكدادة في استخدام الأواني الفخارية – الأساور الحجرية والفؤوس الحجرية المصقولة كأثاث جنائزي، كما تشابه الموقعين في ظهور مؤشرات لتضحيات بشرية، على الرغم من قلة الأدلة على ذلك في الموقعين، وعلى وجه الدقه في موقع قلعة شنان، حيث لا يعتبر ذلك المثال الوحيد هو الجازم بظهور هذه العادة، إضافة إلي ذلك فقد تميز موقع قلعة شنان بظهور أثاث جنائزي كبير مع الأطفال الذين أعمارهم ما بين السادسة – التاسعة، والذي شمل الأواني الفخارية المتعددة الأشكال واللوحات الحجرية والخرز والأصداف وبعض الصناعات الحجرية، أي ظهور طقس ثالث للتفصيل حسب العمر بظهور مقابر الراشدين والأطفال دون السادسة والأطفال ما بين السادسة إلي التاسعة، وهو ما لم يظهر في بقية جبانات العصر الحجري الحديث في السودان، وله تشابه بمقابر الأطفال في المجموعة (ج) وكرمة القديمة بشمال السودان.(نصر.99:2011).
كشفت حالات دفن الأطفال داخل الأواني الفخارية عن وجود ثلاث حالات لوضع الأثاث الجنائزي للطفل، حيث وجدت بعض المواد في فم الآنية الفخارية وشملت قشر بيض النعام في موقع الصور وقلعة شنان وفي الكداة وجد قشر بيض النعام مع أصداف وخرز. (Sadig.2010:228)، ووجد شكل ثاني وهو وجود الأثاث الجنائزي بداخل الآنية الفخارية وتكون من حجارة رحي – خرز – معالق من الصدف وظهر في الكدادة، كما وجد في موقع الصور إضافات لمواد خارج الآنية الفخارية.
وكان الشكل الأخير هو بعض الأواني الفخارية التي وجدت بداخل الجرة مع عظام الطفل، وقد ظهر هذا في موقع قلعة شنان وموقع الصور وبعض النماذج في موقع الكدادة. (See Reinold 2008. Sadig.2011. Nassr. 2012).
غير ذلك كشفت حفريات المواسم السابقة عن كم هائل من بقايا صناعة الفخار وصناعة الأدوات الحجرية التي أظهرت أن سكان العصر الحجري الحديث في هذا الموقع قد بلغوا قمة من التطور التقني والفني (لوحة رقم 3) ، ساعدهم في ذلك محيطهم البيئي.

لوحة رقم (3) توضح أواني فخارية للعصر الحجري الحديث في موقع قلعة شنان
 
موسم (2013 B) الأهداف والفرضيات:
رصدت فرضيات وأهداف هذا الموسم بناءً على ما أسفرت عنه حفريات المواسم السابقة بعضها للتأكيد والبعض الأخر للتساؤل والبحث عن الجديد خصوصاً أن النتائج السابقة تشعبت عنها أسئلة كثيرة تحتاج لوقت للإجابة عليها وأن كل موسم يولد في الباحث تساؤلات وفرضيات عن حياة هذا الشعب وهكذا هي وضعيات علم الآثار.
يعتبر الهدف المبدئي من حفريات هذا الموسم (2013 B) في موقع قلعة شنان هو تدريب وتأهيل  طلاب قسم الآثار والمتاحف – جامعة شندي (الدفعة 15) على ممارسة العمل الميداني في علم الآثار وتطبيق الدراسات النظرية السابقة في مرحلة البكلاريوس، علاوة على ذلك إن المواسم السابقة وفرت لنا مادة أثرية طيبة لتتبع نوعية الثقافة، التي نشأت في موقع قلعة شنان، كما دفعت المشاريع الآثارية التي ركزت على دراسة الفترات المتأخرة من ما قبل التاريخ بمداخل ومنافذ للنقاش حول طبيعة الانتشار الثقافي لهذه الفترات في السودان الأوسط ، خصوصاً أن المشاريع البحثية في منطقة شندي وفرت مادة علميه أزالت الكثير من الغموض عن فترة العصر الحجري الحديث وطرحت أسئلة أخرى.
يكمن الهدف من هذا الموسم إضافة لتدريب الطلاب، في فرضيات وتساؤلات نأمل في الإجابة عليها من حفرية هذا الموسم وهي:-
1- أسفرت الحفريات السابقة عن وجود نموذجين من ثقافات العصر الحجري الحديث بموقع قلعة شنان الأول مبكر والثاني متأخر فتتبع الطبقات الأثرية بالموقع قد يوضح كيفية الانتقال من الطور الأول للآخر والأدلة عليه.
2-  تعكس كمية ونوعية البقايا الأثرية بالموقع عن استيطان لفترة زمنية طويلة يسمح المجال للتكهن بحجم المستوطنة ويشير إلي وجود كثافة سكانية عالية وتعدد في الحرف النشاطات البشرية وتكيفات بيئية مختلفة ؟
3-  على الرغم من تماثل الموقع مع مواقع نهايات العصر الحجري الحديث الكدادة والصور في بعض السمات الاقليمية إلا أنه انفرد بظهور بعض الآثار التي تشير إلي وجود سمات محلية !  
4- أبدت مقابر الأطفال من دفنهم داخل جرار ودفنهم في حيز مكاني منفصل بوجود وضعية خاصة لهم في الحياة الأخروية فهل من توافق في ذلك ما بين معاملتهم في الحياة الدنيوية والأخروية.
5- على الرغم من وجود تراتب واضح في مقابر الراشدين ما بين الثروة والجنس والنوع – لكن يبدو أن هناك ترتيب حسب الثروة – ولربما حسب النشاط الاقتصادي ؟؟ .
6- يعكس حجم موقع قلعة شنان عن طبيعة خاصة لمستوطنة كبيرة ذات علاقات واسعة مع مستوطنات الفترات المتأخرة من ما قبل التاريخ في منطقة شندي والبطانة.
7- تعدد الآثار وتنوعها يشير إلي تنوع في النشاطات الاقتصادية كما إن العثور على المخلفات الحيوانية بوفرة مؤشر على خصوصية الاقتصاد، لا سيما وجود حجارة الرحى والفؤوس الحجرية، الأمر الذي يشير إلي أن موقع قلعة شنان شهد النقلات التطورية من جمع الطعام إلي إنتاجه، (استئناس الحيوان والنبات) ودلائل الصيد والجمع وجدت بوفرة ولكن ما زالت دلائل الرعي والزراعة ضئيلة. 
8- على الرغم من توفر الدلائل الأثرية بوجود مجتمع معقد التركيب ما زالت بعض الأدلة قليلة من أدوات الزينة والتماثيل النسائية !!!!
9- إن كثافة المحتوى الثقافي في موقع قلعة شنان وتنوعه، يثمر عن طبيعة المجتمع الذي شكل الموقع الأثري وعلاقته بالمجتمعات المعاصرة في اقليم النيل الأوسط.
10- هناك سؤال يجب التقصي حوله هو على الرغم من ضخامة آثار الموقع التي تشير إلي وجود مستوطنة كبيرة الحجم بدأت منذ بدايات العصر الحجري الحديث وتطورت من قرية بدائية حتى وصلت قرية رعوية – ومن ثم زراعية – لكن ما زال الأمر الذي حجبها وازالها عن الوجود قبل أن تصبح مدينة أمر غامض ؟؟؟؟؟؟
وعلى هذا الأساس درجت فعاليات هذا الموسم في توزيع مربعات حفر وفق الفرضيات السابقة لاختبارها ولمحاولة الإجابة على تلك الأسئلة فجاءت مربعات الحفر في الكوم (ب) وهي (Squre CC24 – EE23 – EE26 – HH26 – LL19 – U42 – Z22). (أنظر شكل رقم 3).
 
شكل رقم (3) المخطط الشبكي للكوم (ب) والمربعات التي تم حفرها
 
مربعات الحفر الآثاري
بعد عمل المخطط الشبكي العام للكوم (ب) تم توزيع الطلاب على مربعات الحفر الآثاري التي تم تخطيطها وفق نظرية فيثاغورت وجاءت نتائجها كالآتي:
درج الطلاب في اليوم الأول على محاولة وضع مربعات هذا الموسم في الخريطة العامة للكوم (ب) وهذه الخطوة استقرت صباحيات اليوم الأول كالآتي:
1- عمل الطلاب على تحديد النقطة الاسترشادية (Datum Point) للموقع والتي تم تحيدها سلفاً فقط هنا للتأكد من موقعها- إذ استلزم الأمر هنا تحديد موقعها بالنسبة للكومين وبداية التخطيط منها، لتحفظ لنا المربعات التي حفرت في المواسم السابقة واختيار مكان حفريات هذا الموسم  بتحديد (Fix Point) والخط القاعدي (Base line) والخط الرأسي (Datum line) وتم تحديد هذين الخطين عبر الشواخص وجهاز اللفل كذلك تم تحديد خطين متوازيين بعرض (2) متر موازياً لخط الطول الرأسي في المكان الذي نريد فيه حفر المربعات والذي كان في وسط الكوم (ب) لاختبار فرضياتنا السابقة، ومن خلال هذين الخطين تم تحديد مربعات الحفر، وذلك عبر نظرية فيثاغورث مربع الوتر= مجموع مربعي الضلعين الآخرين ÷ 2 لتحديد مربع الوتر، ويختار مربع ويترك الآخر بدون حفر، وذلك لتسهيل عملية اختبار التراصف الطبقي للموقع.
وتم تجهيز معدات الحفر الآثاري من جهاز (G.P.S) وجهاز (level) الذي يلازم عملية التنقيب طول الموسم مع إعداد مسطرينات الحفر الصغيرة والمتوسطة الحجم وفرش لنظافة اللقي الأثرية داخل المربع ولإخراجها بصورة سليمة، وخيوط لتخطيط المربعات وللرسم الآثاري مع خيط الثقل الرصاصي للرسم، وطورية وكوريك وعربة درداقة لنقل الأتربة وغربال، إضافة إلي كاميرات التصوير وأوراق الرسم البياني وأقلام الرسم ودفتر اليوميات.
مربع (CC24):
من المربعات التي تتوسط الكوم (ب) ويقع في الحيز الفاصل ما بين منطقة مقابر الأطفال ومقابر الراشدين لذلك كان من ضمن أهداف الحفر فيه هو اختبار حجم الحيز الذي شغلته مقابر الأطفال داخل الجرار مع تحديد عمق البقايا الاستيطانية ، حيث كشف المربع في طبقاته العليا عن كم هائل من طبقات الحريق والشقف الفخارية الداله على استيطان لمدة زمنية طويلة ويظهر تباين في لون التربة ما بين تلك الطبقات أشار إلي تعاقب زمني للاستيطان في هذه المساحة ولم تشغل بمقابر حتى الطبقة الأصلية التي وجدت في 65 سم – بلغت عدد الشقف الفخارية التي جمعت من المربع حوالي (726) قطعة بعضها كبير الحجم والبعض الآخر صغير وجدت بعضها زخارف متنوعة وسطح متباين مما أشار إلي وجود صناعة لفخار الفترة المتأخرة المثيل بفخار موقع الكدادة. (Geus.1984:28 - 32). كما كشفت الصناعات الحجرية عن حوالي (276) أداة حجرية بعضها مكتمل الصنع والبعض الآخر شطفات من أدوات غير مكتملة الصنع معظم الصناعات كانت دقيقة الحجم من تقنية الشفرات وسماتها النوعية معظمها تنحصر ما بين المكاشط والمثاقب والأهلة والمسننات. كذلك وجدت كميات كبيرة من الفحم ورماد الحريق والعظام بشقيها المحروق وغير المحروق. (لوحة رقم 5).
لوحة رقم (5) توضح طريقة تخطيط المربع وحفره وتباين الطبقات فيه
 

 
البقايا الأثرية
الطبقة
شقف الفخار
الأدوات الحجرية
الأدوات العظمية
البقايا الخشبية
الخرز
العظام
القواقع
الطوب
طبقات الحريق
الأولى
126
26
6
0
0
نادرة
0
0
غياب
الثانية
250
130
3
0
1
عامة
0
3
عامة
الثالثة
240
70
0
0
0
عامة
0
3
عامة
الرابعة
65
45
0
0
1
عامة
3
0
عامة
الخامسة
35
50
0
0
1
غياب
7
0
عامة
السادسة
10
0
0
0
0
نادرة
6
0
عامة
جدول رقم (1) يوضح محتويات مربع (CC24)
مربع (EE23):
من المربعات التي تم حفرها انقاذاً لبعض البقايا الأثرية التي ظهرت على السطح حيث تمت ملاحظة جزء من شقف فخارية متشابهة ومنتشرة على السطح ومن حولها جزء من تربة مختلفة عن ما حولها. وعلى هذا الأساس تم تخطيط المربع لانقاذ الأثر الملحوظ وفي عمق حوالي 10 سم ظهرت حواف آنية فخارية سوداء اللون عليها زخارف هندسية وجد بداخل هذه الجرة هيكل عظمي لطفل وهي شبيه بدفنات الأطفال داخل الجرار التي وجدت في المواسم السابقة. (Nassr.2012:11) خاصة وهي من نوع مقابر الأطفال التي وجدت بدون أثاث جنائزي. (لوحة رقم 6) ومن بين طبقات المربع جمعت حوالي (237) قطعة فخارية و (198) أداة حجرية وعدد كبير من الفحم والعظام المحروقة وبعض الكتل الحجرية وكانت معظم المادة الأثرية مثيلة بوصيفاتها في الموقع.
لوحة رقم (3) توضح الآنية الفخارية التي وجد بداخلها هيكل عظمي لطفل
 
 
البقايا الأثرية
الطبقة
  شقف الفخار 
الأدوات الحجرية
الأدوات العظمية
البقايا الخشبية
الخرز
العظام
القواقع
الطوب
طبقات الحريق
الأولى
15
23
2
0
0
نادرة
0
0
غياب
الثانية
17
68
0
0
0
عامة
0
0
عامة
الثالثة
12
71
0
0
0
عامة
2
0
عامة
الرابعة
0
27
0
0
1
نادرة
7
0
عامة
جدول رقم (2) يوضح محتويات مربع (EE23)
مربع (EE26):
في الجزء الغربي من منطقة مقابر الأطفال وعلى حدود منطقة مرتفعة وكان اختياره لتحديد انتشار المقابر والفصل بين الأطفال والراشدين وللتعرف على العمق الطبقي للكوم (ب) في منطقة مرتفعة حيث كشفت الحفريات في المربع عن وجود كتل صخرية في عمق 10 سم من السطح ووجدت من حولها ومن فوقها طبقات استيطانية كثيرة المخلفات وبعد  الحفر تبين أن هذه الكتل الصخرية وضعت في شكل مرصوف كدلالة على مبنى فوقي لمقابر وبالفعل على عمق (60 – 75) سم أسفرت الحفريات عن مقبرتين الأولى لطفل عمره ما بين (10 – 15) عام وجد في عمق (30) سم يرقد على وضع قرفصائي الرأس جهة الشرق والوجه تجاه الشمال ومعه لوحة حجرية صغيرة عبارة عن أثاث جنائزي وجدت بالقرب من الرأس. (لوحة رقم 8) وهذه الحالة وجدت لها مثيلات في موسم (2012 B) فقط الاختلاف أن الأثاث الجنائزي هنا فقير مع أن الهيكل العظمي يدل على أن المتوفى هنا أكبر سناً ، بجانب هذه المقبرة وفي الجزء الجنوبي الغربي من المربع تم الكشف عن مقبرة لشخص راشد على وضع قرفصائي (لوحة رقم 7) بدون أثاث جنائزي. يبدو أن هناك تهشيم على العديد من المقابر بسبب بعض المباني في الفترة الاسلامية المتأخرة. بجانب ذلك جمعت من المربع مواد أثرية كثيرة منها (612) شقفة فخارية و (210) أداة حجرية وعدد كبير من القواقع وبقايا قشر بيض النعام والفحم والعظام المتحجرة والمحروقة.

 

 
البقايا الأثرية
الطبقة
شقف الفخار
الأدوات الحجرية
الأدوات العظمية
البقايا الخشبية
الخرز
العظام
القواقع
الطوب
طبقات الحريق
الأولى
37
31
6
0
0
نادرة
0
0
غياب
الثانية
213
67
3
0
1
عامة
0
7
عامة
الثالثة
174
62
0
0
0
عامة
0
7
عامة
الرابعة
186
45
0
0
1
عامة
3
0
عامة
الخامسة
2
50
0
0
1
غياب
7
0
عامة
السادسة
0
0
0
0
0
نادرة
6
0
عامة
جدول رقم (3) يوضح محتويات مربع (EE26)
 
مربع (HH26):
يقع في الاتجاه الشمالي من المربعات السابقة تم اختياره بناء على أن بالموقع تنوع في الآثار والمخلفات الأثرية يشير إلي تنوع في الأنشطة الاقتصادية وذلك أن النظرة الطبوغرافية للمربع توحي بأنه على مساحة عالية ، هذا وقد أسفرت الحفريات فيه عن طبقات عليا ضمت بقايا طبقات سكنية وأماكن ايقاد النار مع العديد من الشقف الفخارية وعلى عمق (30) سم كشفت الحفريات عن وجود جدار من الطين والصخور ومن حولة كميات من الرماد وقطع الفخار الكبيرة وأدوات الرحي ، شيد هذا الجدار على طبقة سكنية أخرى لفترة العصر الحجري الحديث المبكر ضمت شقف فخارية عليها زخارف النقاط المموجة والأدوات الحجرية الدقيقة وعظام بعضها متحجر والبعض الآخر عظام حيوانات كبيرة. بلغت الشقف الفخارية التي تم جمعها من طبقات المربع حتى عمق (75) سم حوالي (321) شقفة فخار وحوالي (156) أداة حجرية وكان أكثر ما يميز هذا المربع تعدد وتنوع العظام وطبقات الحريق مما يشير إلي مستويين من الأنشطة الاقتصادية الأول في الطبقات السفلى وهو مبكر وتكثر فيه عظام الحيوانات الكبيرة وقشر بيض النعام مما يدل على التركيز على الصيد البري ، والثاني وجد في الطبقات العليا وكانت الأكثر ظهوراً فيه عظام صغيرة وعظام أسماك ووفرة في القطع الفخارية مما يشير إلي تنوع في الصيد البري والنهري ولربما الرعي والزراعة لوجود أدوات الرحى بكثرة.
 
البقايا الأثرية
الطبقة
شقف الفخار
الأدوات الحجرية
الأدوات العظمية
البقايا الخشبية
الخرز
العظام
القواقع
الطوب
طبقات الحريق
الأولى
43
56
6
0
0
عامة
0
0
غياب
الثانية
75
46
3
0
1
عامة
0
12
عامة
الثالثة
137
54
0
0
0
عامة
0
12
عامة
الرابعة
26
10
0
0
1
عامة
3
23
عامة
الخامسة
0
0
0
0
1
غياب
7
0
عامة
السادسة
0
0
0
0
0
نادرة
6
0
عامة
جدول رقم (4) يوضح محتويات مربع (HH26)
مربع (LL19):
تم تخطيط هذا المربع في الجزء الشرقي من الكوم (ب) في مساحة مرتفعة كثيراً يغطي سطحها حصى وكميات من شقف الفخار المتناثرة ، حيث كشفت الحفرية فيه عن تراصف طبقي عميق ضم ثلاث مستويات متباينة في نوعية وكمية المادة الأثرية ، بلغت شقف الفخار التي تم جمعها (365) شقفه وحوالي (212) أداة حجرية وعدد كبير من العظام والصخور المتحجرة وشكل بقايا مبنى من الطين في الجزء الشمالي الشرقي من المربع ، واستمر ظهور تلك البقايا الأثرية حتى عمق (80) سم.
البقايا الأثرية
الطبقة
شقف الفخار
الأدوات الحجرية
الأدوات العظمية
البقايا الخشبية
الخرز
العظام
القواقع
الطوب
طبقات الحريق
الأولى
36
18
4
0
0
نادرة
0
0
غياب
الثانية
148
72
3
0
1
عامة
0
0
عامة
الثالثة
169
61
0
0
0
عامة
0
0
عامة
الرابعة
07
55
0
0
1
عامة
3
7
عامة
الخامسة
05
60
0
0
1
غياب
7
7
عامة
السادسة
0
0
0
0
0
نادرة
6
0
عامة
جدول رقم (5) يوضح محتويات مربع (ll19)
 
مربع (U42):
اختير هذا المربع في الجزء الغربي من الكوم حيث كان الغرض منه لتحديد امتداد المقابر في الموقع ولفحص مدى انتشار بقايا الاستيطان في الموقع خصوصاً المستويات العليا والتي تمثل نهايات العصر الحجري الحديث في الموقع بصفه عامه. وظهر أن أكثر ما يميز الجزء الغربي من الموقع من خلال هذا المربع وجود تربة سهلة الحفر تتكون من الطمي النيلي وحبيبات حصوية متناثرة طفيفة ، حيث اتضح من الطبقات العليا أن المربع يقع في حيز استيطاني ذو كثافة هائلة في البقايا الأثرية المتكونة من شقف الفخار والأدوات الحجرية وبالفعل كان تماثل آثار نهاية العصر الحجري الحديث حيث جمعت من الطبقات الأولى حتى عمق (30) سم حوالي (540) قطعة فخارية وحوالي (380) أداة حجرية. وبعد هذا العمق ظهرت هياكل بشرية لمقابر ذات شكل بيضاوي وكانت عبارة عن مقبرتين يتوافقان في المدى الزمني وهي مقابر للعصر الحجري الحديث ويختلفان في عمر المتوفى ووضعية الدفن حيث وجدت الأولى على شكل قرفصائي تام الرأس جهة الشرق والوجه جهة الشمال والأرجل منحية قرب الصدر ومن حول المتوفى وجد تناثر لآثار الفترة المتأخرة من العصر الحجري الحديث ووجدت الدفنة الثانية في نفس العمق وهي لشخص راشد مممدد الرأس جهة الجنوب (شكل رقم 3).
إن أكثر ما يميز المقبرتين التباين في وضعية الدفن واتجاه المتوفى مع التماثل في العمق الطبقي والمدى الزمني من خلال الآثار التي وجدت في نفس طبقة الدفن. تم تصوير ورسم هذه الهياكل البشرية بدقة وتركت في موضعها لحين إجراء دراسات بشكل مفصل.

شكل رقم (3) يوضح تباين مقابر العصر الحجري الحديث في الكوم (ب).
البقايا الأثرية
الطبقة
شقف الفخار
الأدوات الحجرية
الأدوات العظمية
البقايا الخشبية
الخرز
العظام
القواقع
الطوب
طبقات الحريق
الأولى
75
42
1
0
0
نادرة
0
0
غياب
الثانية
378
210
4
0
1
عامة
6
0
عامة
الثالثة
87
128
0
0
4
عامة
9
0
غياب
الرابعة
0
0
0
0
0
غياب
0
0
عامة
جدول رقم (6) يوضح محتويات مربع (U42)
 
مربع (Z22):
حفر المربع في مكان وسطي من الحيز الذي تنتشر فيه مقابر الراشدين وكشفت الحفريات فيه عن تمدد واسع لبقايا استيطانية للعصر الحجري الحديث حتى عمق (60) سم ، جمعت منها (458) قطعة فخارية و(250) أداة حجرية مع تباين في طبقات من الحريق وأماكن النار وفي عمق حوالي (70) سم في الجزء الشمالي الشرقي من هذا المربع أيضاً تم الكشف عن مقبرة للعصر الحجري الحديث على وضعية قرفصاء تامة الرأس جهة الجنوب الشرقي والوجه جهة شمال/شرق (لوحة رقم 8) ولم يتم العثور على أثاث جنائزي واضح سوى انتشار لقطع فخارية شبه مكتملة من نفس المستوى الذي وجدت فيه المقبرة مع وجود قواقع بعضها مكتمل والبعض الآخر مكسر ومخلوط بقشر بيض النعام والعظام المحروقة وعظام الحيوانات الكبيرة. أيضاً تم توثيق الهيكل العظمي وترك في مكانه وكانت الطبقة الأصلية في عمق (85) سم.
البقايا الأثرية
الطبقة
شقف الفخار
الأدوات الحجرية
الأدوات العظمية
البقايا الخشبية
الخرز
العظام
القواقع
الطوب
طبقات الحريق
الأولى
36
25
2
0
0
نادرة
0
0
غياب
الثانية
320
162
1
2
1
عامة
0
3
عامة
الثالثة
74
40
0
13
0
عامة
0
3
عامة
الرابعة
35
20
0
7
1
عامة
3
0
عامة
الخامسة
05
03
0
0
1
غياب
7
0
عامة
السادسة
0
0
0
0
0
نادرة
6
0
عامة
جدول رقم (7) يوضح محتويات مربع (z22)

لوحة رقم (8) توضح وضعية المتوفى وشكل القبر الذي وجد في المربع.
التراصف الطبقي لمستويات الكوم (ب) من خلال نتائج موسم (2013 B).
من خلال النظر للطبقات ومستويات تباين البقايا الأثرية في مربعات هذا الموسم تبين أن الكوم (ب) يضم ثلاث مستويات أثرية تختلف فيما بينها زمنياً وأثرياً وهي  كالآتي:-
*ملحوظة: تتباين هذه المستويات بين كل مربع عن الآخر في العمق والمحتويات، وهذه خلاصة لمجمل الملاحظات عليها، كما أن المستوى لا يمثل طبقة استيطانية تختلف زمنياً عن الأخرى، في حين أنه قد يكون تراصفها يشير إلي تعاقب زمني، ولكن الواضح أن المستوى يمثل اختلافات في السياق الأثري رأسياً.
المستوى الأول: من السطح  - 10 سم هو عبارة عن تربة رسوبية تشتمل على بعض المخلفات الأثرية من شقف الفخار غير المزخرف وبعض زخارف النقاط مع القليل من الأدوات الحجرية والصدف. (شكل رقم 5). وقد أثرت على هذا المستوى النشاطات الحالية وأزالت الكثير من السطح، كما اختلطت ببعض مخلفات الأهالي في المنطقة.
المستوى الثاني:   (10 – 40) سم  يختلف هذا المستوى بين مربعات الحفر الأثري حيث يمثل هذا المستوى في بعض المربعات  طبقة استيطانية من بقايا المنازل المبنية من الطوب اللبن (Mud Bricks) حجم الطوبة (7x17x36) سم مع بعض الحفر التي وجدت بها بقايا أعمدة في صورة أكواخ وغرف صغيرة بلغ حجمها (3 ×3,5 ) متر وهو مستوى لآثار معظمها ترجع للفترة الإسلامية وفي نفس المستوى في بعض الطبقات ضم هذا المستوى بقايا أثرية من شقف الفخار المزخرف والأدوات الحجرية المصقولة أي مخلفات ترجع لنهايات العصر الحجري الحديث ، وما يؤكد ذلك العثور فيه على دفنات أطفال داخل الأواني الفخارية. ووجدت بهذا المستوى في بعض المربعات الجرار الكبيرة السوداء وطبقات حريق من العظام والرماد وبعض أدوات الرحى السفلى. (شكل رقم 3).
المستوى الثالث: (40 – 70) سم عبارة عن طبقة سكنية من بقايا المحروقات وشقف الفخار المزخرفة بزخارف النقاط المتعددة الأشكال وبعض الزخارف الهندسية المتنوعة وبعضها ذات النقاط المموجة مع الأدوات الحجرية الكبيرة من الصخور المثقوبة الدائرية والمكاشط وبعض المسننات المتراكمة حول بقايا حريق من الرماد والفحم. (شكل رقم 3).
وفي بعض المربعات يتشكل من طبقة طينية هشة مختلطة بشقف الفخار المزخرف بالنقاط المتعددة الأشكال والخطوط الدائرية وشقف الفخار غير المزخرف، مع كمية من القواقع والخرز وبعض أدوات الزينة والأشكال الطينية وقليل من العظام المحروقة كما يتمثل هذا المستوى في بعض المربعات من طبقة صلبة تتكون من الحصى الأبيض مع قليل من أدوات الشفرات المصنوعة من الكوارتز والأحجار الكريمة وشظايا من الصخر الرملي النوبي والصخر المحتوي على الحديد، وتكثر بهذا المستوى المسننات والنصال والأدوات الصغيرة (Microlithic) المتمثلة في الأهلة والمؤشر والنصال ذات الظهر وشقف من الفؤوس الحجرية، ووجدت بهذا المستوى العظام الحيوانية والإنسانية أكثر انتشاراً ، خصوصاً مقابر الراشدين بعضها مقابر ثرية والبعض الآخر مقابر غنية ويستمر هذا المستوى فب بعض المربعات حتى عمق (80) سم حيث توجد الطبقة الأصلية التي تتكون من حبيبات حصوية في أركان المربع ذات اللون الواحد مع تربة طينية صلبة. (شكل رقم 3).
شكل رقم (5) يوضح التراصف الطبقي للمستويات الأثرية في الكوم (ب).
 

خلاصة:
خلصت هذه الدراسة الأولية إلي أن الكوم (ب) يحتوى على آثار لمستوطنة من العصر الحجري الحديث عمرت في قلعة شنان لفترات زمنية طويلة من بدايات العصر الحجري الحديث حتى نهاياته ، وتكيفت مع البيئة المحيطة التي وفرت لها مناخاً طيباً في المرتكزات الاقتصادية والموارد الطبيعية ، حيث اعتمد سكان هذا الموقع على الصيد النهري متمثلاً في صيد الأسماك مع الصيد البري للحيوانات الكبيرة والصغيرة واستقلت هذه المجموعة السهول المحيطة بالموقع مع الأودية في الحبوب للغذاء مع رعي الحيوانات الأليفة المتمثلة في الضان والماعز والأبقار وهذا ما دلت عليه البينة الأثرية التي أسفرت عنها تنقيبات هذا الموسم.
وقد أوضحت حفريات هذا الموسم الطابع الثقافي أن سكان قلعة شنان خلال العصر الحجري الحديث حيث صنعوا فخار بصورة رائعة وتفننوا في صنع الأدوات الحجرية وعكسوا ذلك في أثارهم وعلى وجه الخصوص في مقابرهم التي وصلت مرحلة من التعقيد في الفصل ما بين مقابر الراشدين عن الأطفال. حيث أشارت محتويات تلك المقابر اختلافاً في كمية ونوعية المادة الأثرية ما بين المقابر بناء على حجم الثروة بين طبقات المجتمع. كما أشارت هذه الحفريات إلي مدى التطور الثقافي الذي وصلت إليه هذه المستوطنة.
تجانست آثار هذه المجموعة السكانية مع بعض مجموعات العصر الحجري الحديث في السودان الأوسط ، الأمر الذي أشار إلي وجود علاقات وتبادل ثقافي بين مجموعات هذا العصر كما أن تباين آثار هذا الموقع مع تلك المواقع عكس نوعاً من التكيفات الاقليمية لمنطقة شندي عن بقية أنحاء السودان خلال الفترة المتأخرة من الهولوسين.
وفي المقابل طرحت هذه الحفريات بعض الأسئلة التي يجب على الدراسات السابقة الحفر من الأجابة عليها ، وهي تكمن في مدى تمدد مقابر العصر الحجري الحديث في الموقع كماً لتعكس تقديراً للكثافة السكانية بالموقع خلال العصر الحجري الحديث ، أما أن قلة الأدوات العظمية وعدم ظهور التماثيل الأنثوية هو أمر غامض هل لم تكن هذه المجموعة تمارس هذا النوع من الصناعات أم أن قلة الحفريات هو سبب في عدم العثور عليها. وهناك سؤال ما زال يراود مكانه ما هو السبب الذي حجب هذه القرية دون أن تصل إلي مدينة وحجمها عن التطور خلال العصر البرونزي وإلي أين اتجهت هذه المجموعة بعد العصر الحجري الحديث وما علاقتها بتلك المجموعات التي كونت العصر النحاسي في شمال السودان والعصر البرونزي.
المراجع والمصادر:
 
1.   نصر. أحمد حامد. 2011م (أ). آثار استيطان ما قبل التاريخ في سهل الباطن شرق مروي. جامعة الخرطوم. رسالة ماجستير غير منشورة.
2.   2011م (ب) نتائج حفريات جامعة شندي في موقع قلعة شنان. مجلة جامعة شندي – العدد العاشر يناير 2011م. ص 85 – 113.
3.   2012م تقرير شامل عن نتائج حفريات قلعة شنان. تقرير غير منشور
 
4.    Ahmed, Khidir Abdelkarim. (1984) Meroitic settlement in the central Sudan (BARS 197). Oxford:B A R.
 
5.    Arkell, A.j. 1949 . Early Khartoum. London: Oxford University press.
- 1953. Shaheinab. London: Oxford University press.
6. Fattovich. R. et al. 1984. “The Archaeology of the Eastern Sahel, Sudan. Preliminary results”. The African Archaeological Review, Vol 2. Spring. 173 – 188. 
7. Geus,F.1981.Franco “Sudanese Excavations in the Shendi Area (1980)”.NyameAkuma (Bulletin of the Society of African Archaeologists, USA):18:3740.
-  1984. Recuing Sudan’s Ancient Culture. Khartoum: French Unit of the Directorate General of Antiq uities and National Museums of the Sudan.
8. Haaland, R. & Anwer. M. 1995. aqualithic sites along the River Nile and Atbara. Sudan. Bergin: Alma Mater Press.
8. Krzyzaniak. L. 1984. “The Neolithic Habitation at Kadero (Central Sudan)”. In: L. Krzyaniak and Kobusiewicz M. (eds.). Origin and Early Development of Food-Producing Cultures in North-Eastern Africa. Poznan: Poznan. Poznan Polish Academy of Sciences and Poznan Archaeological Museum. 309-315.
10. Magid. A. 2003. Explanation of food plants in the Early and Middle Holocene Blue Nile area, Sudan and neighboring areas. Complutum v-14, centre for Development studies – University of Bergen. Norweg.
10.Marks, E, & Mohammed-Ali. A. 1991. The late prehistory of the Eastern sahel. The Mesolithic and Neolithic of Shuqadud, Sudan, Southern Methodes press. Dallas.
11.Mohammed-Ali. A. 1982, The Neolithic period in the Sudan 6000 – 2500 B.C. Oxford, British Reports Archaeological, Cambridge Monograph in Africa Archaeology. Series 139. Oxford: Archoeo press.
12.Sadig. M. A.2005.  “Es-Sour: a Late Neolithic site near Meroe”. Sudan & Nubia. The Sudan Archaeological Research Society, Bulletin No. 9: 40-46.
- 2010. The Neolithic of the Middle Nile Region, An Archaeology of central Sudan and Nubia. Foundation publishers, Kampala.
13.Nassr. H. Ahmed. 2012.”Qalaat Shanan: large Neolithic site in Shendi Town. Sudan & Nubia. The Sudan Archaeological Research Society, Bulletin No. 16: 8-13.